لا تقطع صلتك بالسماء!
المجتمعات التي تمثل فيها المعتقدات الدينية والصلة بالله قيمة مهمة، هي مجتمعات تنخفض فيها معدلات الإدمان، كما تنخفض فيها معدلات القلق والاضطرابات النفسية.
الإيمان له قوة كبيرة، ويُضفي على حياة الناس معنى أوسع، وأمانا أكثر.. كما يُضفي عليهم المتعة، ويقلل من احتمالية تعاطيهم لأي شكل من أشكال الإدمان أو التعاطي، فضلا عن أن الممارسة الإيمانية بين المتعافين من الإدمان، تقلل معدل الانتكاس والارتداد للمخدّر.
الإيمان في إطار التعافي من مرض الإدمان أو الشفاء منه؛ يعني انتهاج اُسلوبا خَلّاقا للحياة، ومؤكدا للذات، بدلا من الأسلوب المدمر الذي يسببه مرض الإدمان.
الإيمان له علاقة أيضا بممارسة الأمانة، والتي لها دور كبير في التعافي والشفاء من مرض الإدمان.
أداء الصلاة، والتأمل، والممارسات الإيمانية، تؤدي إلى استزراع الروح، وتَسارع التعافي من الإدمان، حيث يستجمع المدمن كل أجزائه المبعثرة؛ يستجمع فكره وروحه وجسده، محاولا العيش هنا والآن وفِي اللحظة الراهنة، مما يقلل من أثر العوامل الخارجية التي تعمل على تشتيته وبعثرة أجزائه، فيتملكه القلق والرغبات الملحة والتركيز على المادة، فيضعف وينتكس، وتخور قواه الداخلية، ويُصبح شيئا آخرا غير ذاته الحقيقية، التي تبحث عن قوة أعظم وأكبر تلملم أجزائها وتسكب عليها الطمأنينة والأمان.
في دراسة حديثة بعنوان:
“ممارسة الشعائر الدينية في الصغر وأثناء المراهقة؛ يؤدي إلى السعادة ويحمي من تعاطي المخدرات، ومن الاكتئاب.”
نشرتها مدرسة تشان للصحة العامة بجامعة هارفارد، قام الباحثون بمتابعة النمو الذهني والجسدي لـ ٥٠٠٠ آلاف طفل ومراهق في الفئة العمرية من ٨ إلى ١٤ سنة، حتى بلوغهم سن العشرين.
وجد الباحثون أن مستوى السعادة عند الأطفال والمراهقين الذين يمارسون الشعائر الدينية ولو لمرة واحدة في الأسبوع، أعلى بنسبة ١٨٪ عند بلوغ عمر (٢٣-٣٠) سنة من نظرائهم الذين لام يقومون بأداء هذه الشعائر.
كما وجد الباحثون، أن هؤلاء الأطفال والمراهقين أكثر مشاركة في الأعمال التطوعية من نظرائهم الذين لا يؤدون هذه الشعائر بنسبة ٢٩٪.
بل ووجدوهم أقل احتمالا لتعاطي المخدرات بنسبة ٣٣٪ من نظرائهم الذين لا يؤدون هذه الشعائر.
أما هؤلاء الأطفال والمراهقين الذين يؤدون هذه الشعائر بشكل يومي فإنهم يسجلون مستوى أعلى من السعادة بنسبة ١٦٪ من نظرائهم الذين لا يؤدون هذه الشعائر عند بلوغهم ٢٣-٣٠ سنة، وأقل احتمالاً بنسبة ٣٠٪ لبدء ممارسة الجنس في سن مبكرة، عن نظرائهم الذين لا يمارسون هذه الشعائر، وأقل عرضة للإصابة بالعدوى المنقولة جنسياً بنسبة ٤٠٪ من نظرائهم الذين لا يؤدون هذه الشعائر.
يينغ شين، أحد المشاركين في الدراسة، يقول: “العديد من الأطفال تتم تربيتهم دينياً، وتظهر دراستنا أن هذا يمكن أن يؤثر بقوة على سلوكياتهم الصحية، والصحة العقلية، والسعادة العامة والرفاهية.”
ويقول أيضا أحد المشاركين في الدراسة: “المراهقين الذين يحملون معتقدات دينية بالفعل، قد تحميهم هذه المعتقدات من مخاطر المراهقة، مثل الاكتئاب وتعاطي المخدرات وبعض السلوكيات الخطرة. كذلك فإن هذه الممارسات الدينية أو المعتقدات الدينية قد تساهم بشكل إيجابي في سعادتهم والتطوع في العمل الخدمي والشعور بالمسؤولية والتسامح مع الآخرين.”
فلا تقطع صلتك بالسماء!